Skip to content Skip to footer

القباب الجيوديسية

القباب

المقدمة

تعتبر القباب الجيوديسية من أهم التصاميم المعمارية المتميزة والفريدة. فهي مزيج بين الجمال و الفخامة. والآن سنتغرف أكثر عن عالم القباب الجيوديسية بصورة أكبر عن طريق قراءة المزيد حول التاريخ العريق لها.

تاريخ القباب الجيوديسية

أول ظهور للقباب الجيوديسية كانت في العقد العشرين، اذ ابتكر المصمم البصري الأمريكي بكمنستر فولر هذا النمط المبتكر.
قام المصمم فولر بابتكار مفهوم الهندسة السينرجيتية، حيث اعتمد علي الأشكال الهندسية البسيطة المبتكرة لإنشاء هيكل قوي. ثم تطورت القباب الجيوديسية في العقدين الثلاثين والاربعين وتم تقديم اول نموذجا للقبة في معرض ولاية كاورلينا الشمالية وجمعت بين الكثير من التطبيقات في المجالات المختلفة مثل العمارة، والعلوم.

مبادئ التصميم للقباب الجيوديسية

اعتمد تصميم هذه القباب علي شبكة من القطاعات المرسومة علي شكل مثلثات صغيرة متصلة ببعضها حتى كونت هيكل قبة متين وقوي. وتوزعت هذه القطاعات الصغيرة بشكل متساو علي جميع الهيكل وهذا ما أضاف صفة جديدة للقبة حيث إنهاأصبحت تتحمل الأحمال الثقيلة والظروف الجوية القاسية.

1. التوازن الهيكلي: وهذا ما قمنا بذكره أنها عبارة عن شبكة من القطع المثلثة المتصلة المتساوية وهذا ما يزيدها قوة وثباتا. 
2. الاقتصاد والبنية التحتية: حيث إنها تعتمد علي توفير قدر كافي من المساحة باستخدام مواد فعالة، ولهذا تعتبر خيارا اقتصاديا وأقل تكلفة بالنسبة للبناء التقليدي
3. التوافق البيئي: حيث إن هذه التصميمات تشجع التوافق مع البيئة وتعتمد على موادمتينة، كما ان أضرارها ونفاياتها قليلة، مما يزيد من حماية البيئة
4. التكنولوجيا المتقدمة: مع تطور التكنولوجيا أصبحت من السهل تصميم القباب الجيوديسيه عن طريق تقنيات حديثة مثل النمذجة الحاسوبية ثلاثية الأبعاد والطباعة الثلاثية وهذا يساعد في دقة البناء وسرعته.

بناء القباب الجيوديسية

تعد القباب الجيوديسية من أمهر البناءات الهندسية المقدمة والتي لا بد من استخدام تقنيات خاصة لها. حتى يتم عمل القبة لا بد من تجميع عدد من القطع المثلثة الصغيرة المصنوعة من بعض المواد الخاصة والمناسبة مثل الفولاذ أو الألمنيوم. ومن صفات هذا البناء السرعة في التركيب والتكيفية العالية، وهذا ما يجعل القباب أفضل خيارا في معظم المشاريع المعمارية والتطبيقات الهندسية. عملية بناء القباب تحتاج تنفيذ خطوات متقنة واستخدام تقنيات عالية الجودة لضمان تحقيق النتائج.

سنتحدث عن عملية بناء القباب الجيوديسية


1. التخطيط والتصميم: أول مرحلة من مراحل بناء أي مخطط هي التخطيط والتصميم وهنا يتم تحديد الأبعاد والشكل المطلوب للقبة والأشكال الهندسية التي سوف يتم استعمالها مع اختيار مواد البناء المناسبة مع البيئة والهندسة المعمارية.
2. تجهيز الموقع: عند اكتمال المخطط يتم تحديد وتجهيز الموقع الذي سوف يتم فيه تنفيذ مخطط البناء للقبة وهنا يشمل تنظيف المنطقة وتسوية الأرضية ووضع جميع أساسيات الدعم الهيكلي للقبة.
3. تجميعات الهيكل الأساسي: وهنا سوف يتم العمل على الهيكل الأساسي للقبة عن طريق استخدام القطع المثلثية المصنوعة من المواد التي تم اختيارها مسبقا بالأبعاد التي تم الاعتماد عليها مسبقا، ومن ثم يتم تثبيت هذه القطاعات بشكل دقيق حتى نضمن استقرار الهيكل .
4. تغطية القبة: بعد تجميع الهيكل نقوم بعمل تغطية للقبة بالمواد التي تناسبها مثل الزجاج، أو البلاستيك، أو الألواح المعدنية. وذلك حتى تضمن الحماية الكاملة للهيكل من أي عوامل جوية خطيرة مثل الرياح الشديدة وحتى يتم توفير العازل الصوتي والحراري.
5. التشطيبات النهائية: يتم التشطيب النهائي، مثل تركيب الأبواب والنوافذ، تثبيت الأنظمة الداخلية مثل الإضاءة والتهوية، تطبيق الطلاء الخارجي.
6. الاختبار والتفتيش: ومن ثم نقوم بالاختبار النهائي لضمان الجودة وتحقيق كل المعايير المتوازنة والمتناسبة للبناءالهندسي المعماري.
ومن هنا نتوصل ان استخدام التقنيات الحديثة والمواد المتطورة له يد في التطوير المعماري، حيث أصبح بناء القباب الجيوديسية عملية متطورة وفعالة توفر هياكل معمارية متينة وجمالية في نفس الوقت ومع الوقت تتطور ويتم العمل عليها بشكل أوسع.

 القباب الجيوديسيةImage credit: Geodesic Domes

مميزات القباب الجيوديسية

من أهم الميزات التي توفرها القباب الجيوديسية أنها مقاومة للزلازل والرياح القوية، واستخدامها فعال للمساحة والمواد والتكلفة المنخفضة مقارنة بغيرها، أضرارها للبيئة منخفضه جدا. وهذه الفوائد تجعل هذه القبة الخيار الأمثل لأي تطبيقات معمارية أو بناءات هندسية.
تتميز القباب الجيوديسيه بمجموعة من الخصائص والمميزات التي تجعلها أفضل اختيارا في مجال العمارة والهندسة المعمارية. ومن أهم مميزاتها:
1. قوة هيكلية متفوقة: حيث إنها تعتمد علي الهيكل المثلثي القوي الذي يوزع الضغط بشكل متساو بين جميع نقاط الهيكل وهذا ما يجعلها مقاومة للزلازل والرياح الشديدة.
2. كفاءة استخدام المساحة: تلعب هذا النوع من القباب دورا مهما في استخدام المساحة الداخلية بكفاءة وهذا لأنها لا تعتمد علي أعمدة داخلية تعوق التنقل.
3. استدامة بيئية: تعتبر من أفضل الخيارات المتاحة للاستدامة حيث إنها تستخدم مواد متجددة وتقلل من نفايات البناء التي قد يسببها البناء التقليدي
4. سرعة البناء: تعتبر القباب الجيوديسية من الهياكل المبتكرة والتي تتم بناؤها بصورة أسرع من الهياكل التقليدية

5. مرونة التصميم: وهذا يظهر في سهولة التكيف وسهولة تلبية المتطلبات المختلفة والمتنوعة حسب كل تطبيق وكل مجال مثل المستشفيات والمدارس والمساكن
6. جمالية معمارية: تتميز هذا التصميم بالشكل الجميل والفريد والمبتكر التي يلفت الأنظار ويضيف قيمة جمالية لا يمكن إنكارها, ولذلك تظل القباب الجيوديسية خيارا أفضل للتطبيقات المعمارية والبنائية.

عيوب القباب الجيوديسية

على الرغم من مزاياها العديدة، إلا أن هناك بعض العيوب والتحديات التي قد تواجه عملية استخدام هذه القباب وهي قليلة بالنسبة لمميزاتها الكثيرة، ومن هذه العيوب:
1. التكلفة: وعندما نتحدث عن التكلفة الباهظة فهي متوقفة علي جودة مواد البناء المتقدمة ولذلك تكون أعلى تكلفة من الهياكل التقليدية في بعض الأوقات.
2. الصيانة: تعتبر أكثر تعقيدا من الهياكل التقليدية وذلك لما يتعلق بصيانة الغطاء الخارجي والتركيب.
3. العزل الحراري والصوتي: وهذا يعتمد على الظروف حيث إن الظروف المناخية القاسية يمكن أن تؤثر على الحفاظ على العزل الحراري والصوتي بشكل فعال.
4. التصميم الداخلي: يعتبر التصميم والديكور الذي يكون على هيئة أسقف مائلة أو جدران منحنية تحديا للتصميم.
5. الإنشاءات الخارجية: حيث إنه يجب تأمين الهيكل الخارجي عن طريق بعض الإجراءات الخاصة لحمايته من التآكل وحمايته من التأثيرات الجوية المختلفة.
6. القيود القانونية: يعتبر الجانب القانوني أمرا مهما ، وقد تواجه بعض المناطق القيود من استخدام هذا النوع من الهياكل المعمارية لذلك فهذا النوع من البناء لا يمكن أن يتم في كل المناطق.

القبة الجيوديسية ودورها في تعزيز التنمية المستدامة وتوفير السكن

استدامة بيئية: تساعد القبة الجيوديسية في الاستدامة التي تسمح بمرور الهواء والضوء ولهذا تقلل من استخدام أي مصادر طاقة أخرى صناعية مما يؤدي إلى تحسين جودة الهواء
استخدام الموارد الطبيعية: تعتمد علي الموارد الطبيعية مما يجعل كمياتها أقل من الموارد التي تعتمد عليها الهياكل التقليدية ويساعد هذا في الحفاظ على التنوع البيولوجي
توفير التكاليف: بما أن هذا النوع من القباب يعتمد على الموارد الطبيعية بشكل كبير فيعتبر بناءها أرخص من الهياكل التقليدية وهذا ما يجعلها الاختيار المناسب للتطبيقات الهندسية
تحسين الصورة الحضرية: تعتبر من أفضل الاختيارات التي يمكن القيام بها في بناء مجمعات سكنية مستدامة وأيضا مناطق حضرية صديقة للبيئة وللتنوع البيولوجي، وهذا يساعد علي تحسين الجودة الخاصة بالحياة والبيئة المحيطة بنا
تقليل الاحتياج للطاقة: تقلل القبة الجيوديسية من الحاجة إلى التبريد والتدفئة وهذا بسبب عزلها الحراري الفعال، مما يؤدي إلى التقليل من الانبعاثات الكربونية.
تعزيز الشمولية الاجتماعية باستخدام هذا النوع من القباب يساعد في توفير السكن في المناطق البعيدة عن المناطق الحضرية، حيث إنها مناطق معزولة عن المناطق التي تحتوي علي عدد كبير من السكان، وأيضا تفتقر وسائل النقل المتنوعة ولهذا يعتبر هذا النموذج أفضل لتعزيز الشمولية الاجتماعية ويخدم الطبقات الاجتماعية الأكثر احتياجا.

أمثلة عالمية لاستخدام القبة الجيوديسية في مشاريع معمارية بارزة
  •  قبة الغيتي الكبيرةكندا: تعد قبة الغيتي الكبيرة في مونتريال، من أكبر القباب في العالم وحيث أعتمد بناءها علي الابتكار في الهندسة المعمارية. وقد تم بناءها في إطار معرض العالم الجديد (Expo 67)
  •  مركز بنما للفنون – بنما: يعتبر مركز بنما مصدرا للفنون والعلوم لمجموعة من القبب الجيوديسية التي تبين تنوع البيئة البيولوجية فيها. وقد تم تصميم بواسطة المهندس المعماري الشهير فرانك جيري وتم افتتاحه في عام 2014.
  •  قبة باربارا – المملكة المتحدة: يعتبر قبة باربارا من اهم المراكز الثقافية والفنية التي تعتبر مثالا واقعيا علي استخدامالقبة الجيوديسية في الهندسة المعمارية الحديثة في الستينات.
  •  قبة بولكس – فنزويلا: يُعتبر قبة بولكس في كاراكاس، من اهم المباني الرياضة في البلاد ، وقد تم بناء هذه القبة في الستينات وتعتبر معلما حضاريا معماريا فنيا في المدينة
  •  قبة هابول – الولايات المتحدة الأمريكية: تستخدم قبة هابول في كاليفورنيا،في مشروع تجريبي للسكن المستدام. تمتصميم القبة بواسطة العالم الرائد في مجال العمارة المستدامة، بوكمينستر فولر، وتعكس رؤية فولر للسكن المستدام.تعتبر هذه الامثلة من اهم المشاريع المعمارية المتنوعة علي مستوي العالم، ومنها التجارية، الثقافية، الرياضية، الفنية،السكنية، وهذا ما يبرز استخدام هذه التقنية الحديثة في جميع المجالات.
وفي النهاية….

تعتبر القبة الجيوديسية مزيج بين الفن والهندسة، كما أنها تبرز مدى أهمية الابتكار في مجال العمارة عن طريق بعض الأشكال الهندسية البسيطة التي تكونت من قطع مثلثية صغيرة والمواد المتينة التي تتمتع بأخطار قليلة علي البيئة كما أن القبة الجيوديسية تعكس روح الإبداع والتطور في مجال التصميم المعماري العريق. كما أنها تعكس تطورا هندسيا فريدا يمزج بين الجمالية والوظيفية، ولها فوائد بيئية واقتصادية واجتماعية… من خلال تقليل استهلاك الموارد الطبيعية، وتوفير بيئة داخلي >صحية، وتقليل التكاليف الإنشائية، تعتبر القبة الجيوديسية خيارا مثاليا للمستقبل في مجال البناء والعمارة… بالإضافة إلى ذلك تمثل القبة الجيوديسية تحفا معمارية تشكل رمزا للإبداع والابتكار، وتوفر تجربة فريدة للمستخدمين في مختلف المجالات. لذا،يجب أن نستمر في دراسة وتطوير هذه التقنية، وتعزيز دورها في بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع.

الكاتبة: فاطمة محمد

Go to Top